في
المقالات
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
أحد الأسباب التي جعلتنا ننسى كورونا بهذه السرعة هو تشتت انتباهنا. ففي عالم التكنولوجيا المعاصر، يوجد الكثير من المحتوى والأخبار والمنصات التي تشغل وقتنا وانتباهنا. إذا، لم يكن من السهل أن نظل مركزين على مرض معين لفترة طويلة.
في عصر المعلومات، نجد أنفسنا أمام كمية هائلة من المعلومات بشكل يومي. سجل حتى الآن الآلاف من دراسات وأبحاث حول فيروس كورونا، والكثير منها قابل للخلاف والجدل. هذا التكاثر في المعلومات قد يؤدي إلى تضارب المعلومات والارتباك في ذهن الأشخاص.
تظهر بعض الدراسات أن البشر يميلون إلى نسيان الأحداث السلبية بشكل أسرع من الأحداث الإيجابية. قد يكون ذلك لأن نفسيتنا تميل للاستقرار والتعافي، وبالتالي فإننا نحاول نسيان ما يزعجنا. قد تكون جائحة كورونا تصب في إطار هذه الظاهرة، حيث أصبحت تجزء من حياتنا الروتينية وعادت معها بعض المآسي والإجهاد.
قد يكون ارتباط المخ بالأحداث هو سبب آخر لنسيان كورونا بهذه السرعة. فمثلا، عندما نقرأ خبرا على شبكات التواصل الاجتماعي أو نستمع إلى خبر على التلفزيون، يكون هذا الخبر محفزا لأجزاء معينة في أدمغتنا. وبمجرد انتهاء الخبر، تصبح هذه الأجزاء غير نشطة وقد يكون من الصعب استحضار التفاصيل المتعلقة بالخبر.
لم يساهم تطور التكنولوجيا في نسيان كورونا فحسب، بل قد ساهم أيضا في انتشار المعلومات الخاطئة والشائعات حول الفيروس. يعتبر الإنترنت مصدرا رئيسيا للمعلومات، ولكنه في نفس الوقت يعد أرضية خصبة لانتشار الأخبار المضللة والمضروبة.
لا شك أن جائحة كورونا قد أثرت على حياتنا بشكل كبير، وقامت بتغيير العديد من جوانب حياتاتنا. ولكن مع مرور الوقت، تتحسن البشرية وتتكيف مع الأوضاع الجديدة. فقد تكون حاجة الأشخاص للمزيد من المعلومات عن كورونا قد تلاشت تدريجيا بسبب التغير المستمر في حالة العالم.
جائحة كورونا لم تؤثر فقط على صحتنا الجسدية، بل أثرت أيضا على صحتة، وخصوصا من نحن في مجال التكنولوجيا. فبعد سنوات طويلة من التعامل مع هذه الأزمة، ربما بدأ بعض الأشخاص يشعرون بالإرهاق والإحباط والفقدان للثقة في التغير. قد يؤدي هذا الضغط إلى تجاهل أو نسيان جانب كورونا.
بمجرد أن تصبح تكنولوجيا مألوفة للغاية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل الاهتمام بالأحداث والأزمات العالمية. فقد يصبح المستخدمون مشغولين بتطبيقات الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المجالات التكنولوجية، مما يسبب انحسار اهتمامهم بأخبار كورونا.
ربما نساء كورونا بهذه السرعة لأن حياتتظففت من جديد. فعقب فترة طويلة من القيود والإغلاقات، بدأ العالم في استعادة بعض من روتين حياته. وعادة ما نصاب بالخزي على أشخاص آخرين حول مشكلات قديمة قد تكون أصابتنا مرة بالأذى. قد تكون جائحة كورونا أصبحت مشكلة قديمة بالنسبة لبعض الأشخاص، وعادوا إلى اهتماماتهم ومشاغلهم اليومية.
قد يكون سبب نسيان كورونا هو تفاؤل بالمستقبل وثقة في أن العالم سيتجاوز هذه الأزمة قريبا. فرغم الآثار السلبية التي خلفتها جائحة كورونا، فإنه من المحتم ألا نغفظ في حزنائات وانغلاقات دائرج بها. على العكس من ذلك، يجب علينا استخدام هذه الفترة لإيجاد حلول جديدة وابتكارات تكنولوجية تسهل من معاناتنا في المستقبل.
على الرغم من أن كورونا قد تلاشت إلى حد ما في عقول البعض، فإنه من الضروري جدا ألا نغفل ضرورة التحسس واتباع التدابير الصحية. لذلك، يجب علينا أن نظل مستمرين في توعية الآخرين وتقديم المساعدة بأي شكل من الأشكال. قد يكون لديك المهارات التقنية التي يمكن أن تسهل من تجربة الآخرين في هذه الفترة، فلا تتردد في المساهمة بخبرتك.